المقدمة
إن الحمد الله، نحمده ونستعينه ونستغفره، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديا له.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله:
{ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} أما بعد،
يحتوي هذا البحث على أربعة فصول:
الفصل الأول: تشكيل أو ضبط الأبيات
الفصل الثاني: النبذة عن البارودي
الفصل الثالث: مناسبة القصيدة
الفصل الرابع: المعنى الإجمالي
الفصل الخامس: تقسيم القصيدة إلى الأفكار وبيان معاني الكلمات الصعبة
الفصل السادس: الملامح الفنية للنص (الصور البلاغية والأسلوب)
وفي الختام، نوّد أن نقدم كل التقدير والشكر لمن ساهم في هذا البحث حتى استطعت إكمال هذا البحث في صورته الكاملة. وطبعا، لست بالعالم الذي لا يخطئ ولا يعتريه نقص. ونرى بأن هذا البحث سيقدم بعض الفوائد لنا ولطلبة الأخرى. شكرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفصل الأول: تشكيل الأبيات
رثاء زوجة
أَيَدَ الْمَنُونِ قَدَحْتِ أَىَّ زَنَادِ | وَأَطَرْتِ أَيَّةَ شُعْلَةٍ بِفُؤَادِى |
أَوْهَنْتِ عَزْمِى وَهُوَ حَمْلَةُ فَيْلَقٍ | وَحَطَمْتِ عُودِى وَهْوَ رُمْحُ طِرَادِ |
لَمْ أَدْرِ هَلْ خَطْبٌ أَلَمَّ بِسَاحَتِى | فَأَنَاخَ، أَمْ سَهْمٌ أَصَابَ سَوَادِى؟ |
أَقْذَى الْعُيُوْنَ فَأَسْبَلَتْ بِمَدَامِعِ | تَجْرِى عَلَى الَخَدَّيْنِ كَالْفِرْصَادِ |
مَا كُنْتُ أَحْسَبُنِى أُرَاعُ لَحَادِثٍ | حَتَّى مُنِيْتُ بِهِ فَأَوْهَنَ آدِى |
أَبْلَََتْنِىَ الْحَسَرَاتُ حَتَّى لَمْ يَكَدْ | جِسْمِيْ يَلُوْحُ لأَعْيُنِ الْعُوَّادِ |
أَسْتَنْجِدُ الزَفَراتِ وَهْىَ لَوَافِحٌ | وَأُسَفِّهُ الْعَبَراتِ وَهْىَ بَوَادِى |
لاَ لَوْعَتِى تَدَعُ الْفُؤَادَ، وَلاَ يَدِى | تَقْوَى عَلَى رَدِّ الْحَبِيْبِ الْغَادِى |
يَادَهْرُ فِيمَ فَـجَعْتَنِي بِحَلِـيلَةٍ؟ | كَانَتْ خُلاَصَةَ عُدَّتِي وَعَـتَادِي |
إن كُنْتَ لَمْ تَرْحَمْ ضَنَايَ لِبُعْدِهَا | أفَلاَ رَحِمْتَ مِنَ الأسَى أوْلاَدِي؟ |
أفَرَدْتَهُـنَّ فَلَـمْ يَنَمْنَ تَوَجُّـعًا | قَرْحَى العُيُونِ رَوَاجـِفَ الأكْبَادِ |
ألْـقَيْنَ دُرَّ عُقُودِهِنَّ، وَصُغْنَ مِنْ | دُرِّ الدُّمُـوعِ قَـلاَئِدَ الأجـْيَادِ |
يَبْكـِيْنَ مِنْ وَلَهٍ فِـرَاقَ حَـفِيَّةٍ | كَانَتْ لَهـُنَّ كَثِيْرَةَ الإسْعـَادِ |
فَخُـدُودُهُنَّ من الدُّمُوعِ نَـدِيَّةٌ | وقُلُوبُهُـنَّ مِنَ الهُمومِ صَـوَادِي |
أسَلِيلَةَ القَـمَرَينِ! أيُّ فَجِيعَـةٍ | حـَلَّتْ لِفَقْدِكِ بَيْنَ هَذَا النَّادِي؟ |
أعْـزِزْ عَلَيَّ بِأنْ أرَاكِ رَهِيْنَـةً | فِي جَوفِ أغْبَرَ قَاتِـمِ الأسْدَادِ! |
أو أنْ تَبِيْنِي عَنْ قَرَارَةٍ مَنْزِلٍ | كُنْت الضِّيَاءَ لَهُ بِكُلِّ سَوَادِ |
لَوْ كَانَ الدَّهْرُ يَْقبَلُ فِدْيَةً | بِالنَّفْسِ عَنْكِ، لَكُنْتُ أَوَّلُ فَادِيْ |
لكِنَّهَا الأَقْدَارُ لَيْسَ بِنَاجِعٍ | فِيْهُا سِوَى التَّسْلِيْمِ وَالإِخْلاَدِ |
أَفَأَسْتَعِيْنُ الصَّبْرَ وَهْوَ قَسَاوَةٌ | أَمْ أَصْحَبُ السُّلْوَانَ وَهْوَ تَعَادِيْ |
هَيْهَاتَ بَعْدَكِ أنْ تَقِرَّ جَوَانِحِيْ | أَسَفًا لِبُعْدِكِ، أَوْ يَلِيْنَ مِهَادِيْ |
وَلَهِي عَليكِ مُصَاحِبٌ لِمَسِيْرَتِيْ | وَالدَّمْعُ فيكِ مُلاَزِمٌ لِوِسَادِيْ |
فَإِذَا انْتَبَهْتُ فَأَنْتِ أوَّلُ ذُكْرَتِيْ | وَإِذَا أَوَيْتُ فَأَنْتِ آخِرُ زَادِيْ |
كُلُّ امْرِىءٍ يَوْمًا مُلاَقٍ رَبَّهُ | وَالنَّاسُ فِي الدُّنْيَا عَلَى مِيْعَادِ |
الفصل الثاني : النبذة عن البارودي
محمود سامي البارودي، شاعر مصري ورائد من رواد النهضة الشعرية في العصر الحديث. ولد بدنقلة لأبوين من الجراكسة في ٢٧ من رجب سنة ١٢٥٥هـ (١٨٣٩م) وأبوه حسن حسنى كان من أمراء المدفعية. ثم صار مديراً لبربر ودنقلة في عهد محمد علي وجده لأبيه عبدالله الجركسى والبارودي نسبة إلى (إيتاى البارودى) بمديرية البحيرة والبارودي قد اكتسب هذا اللقب من أمه وليس من أبيه فقد تزوج جده (حسن ) بفاطمة البارودي وأنتسب إلى أسرتها على عادة المماليك وتقاليدهم شهد يوم الأحد السابع والعشرون من شهر رجب عام ١٢٥٥ هـ مولد إمام الشعراء المحدثين ورائد النهضة في الشعر العربي الحديث ((محمود سامي البارودي).
وكان مكان المولد سرية بباب الخلق بالقاهرة عندما بلغ البارودي سن السابعة عُينَ أبوه ((حسن حسني )) مديراً لبربر ودنقلة بالسودان ولم يكن مرتاحاً لهذا المنصب، وسافر إلى السودان تاركاً ابنه البارودي ووالدته، وودع أهله وهناك أصيب بالحمى بعد أربعين يوماً من
تسلمه عمله الجديد ودُفِنَ في دنقلة، غريب الدار والأهل تيتم البارودي صغيراً، وهو في سن السابعة – كما مر – فحُرِمَ بذلك من حنان الأب ورعايته.
وتلقى دروسه الأولى في البيت وقد قدرت الأم بعد وفاة زوجها بالسودان المسؤولية التي ألقاها القدر على عاتقها، فحملت الأمانة بشجاعة، ونذرت نفسها لرعايته ولم تشغل شغل النساء بصدمة الترمل، فما بلغ الثامنة من عمره حتى استقدمت إلى دارها معلمين خصوصيين يقومون على تأديبه في سنواته الأولى وتعليمه دروس المرحلة الابتدائية. ولم يكن محمود سامي البارودي يتلقى دروسه على يد مدرسيه الخصوصيين فقط، بل كان يتلقى في نفس الوقت إعداداً من نوع آخر على يد مدرسته الأولى التي وهبته حياتها من أجله – أمه – فمنذ بدأت آفاق التفكير تتفتح عنده، وتتسع مداركه وتسفر عن تقبله للمعرفة، شرعت أمه تعده إعداداً نفسياً وروحياً ليحتل المكانة التي تؤهله لميراثه في السيادة والعز والمجد التليد. ففتحت له صفحات من تاريخ قومه الذين تسنوا ذروة الفخار وحدثته عن أجداده وأخبرته عن أبيه وأخواله. ونتيجة لهذا الحديث أثرت فيه هذه العوامل وجعلته يهتم بعنصر البطولة والشجاعة مما شجعه إلى الانظمام إلى الجيش بعد أن انتهى من دراسته الأولية، ولكن القدر كان يترصده فقد كان عهد عباس الأول مرحلة خمول الروح الحماسي التي شبها محمد علي في الجيش بل سرح معظمه وأقفرت ميادين القتال من ألوية مصر، ووقف الخديوي سعيد بحماقة ضد معاهد التعليم والجيش فحيل بين أحلام الفتى ونفسه، ولكن الشاب الطموح وجد أسباباً أخرى تحقق له ما يريد وكان هذا في مكتبة خاله والتي تحتوي نفائس المخطوطات من دواوين الشعراء وكتب التاريخ كما وجد هذا في مكتبات الأستانة بعد ما جاءها من مصر.
ثقافته العسكرية[2]
مات أبو البارودي بدنقلة وهو في السابعة من عمره فكفله بعض أهله وضموه إليهم، وقد استطاعت أمه بما لديها من مال وثراء أن توفر له وسائل التعليم، فأحضرت له في البيت المعلمين، فعلموه القرآن الكريم وشيئاً من الفقه والتاريخ والحساب والشعر.
وفي عام ١٨٥٠م التحق بالمدرسة الحربية مع أمثاله من الشراكسة والترك وأبناء الطبقة الحاكمة وتخرج فيها بعد أربع سنوات.
وقد ترقى في السلك العسكري والسلك المدني، وحصل على أعلى المراتب، فكان وزيراً للمعارف والأوقاف ووزيراً للحربية والبحرية في عهد الخديوي توفيق، ثم أصبح رئيساً للوزراء قبيل اندلاع الثورة العرابية التي شارك فيها وكان من أبرز وجوهها، وبعد إخفاق الثورة واحتلال الإنجليز لمصر سنة ١٨٨٢ حوكم مع غيره من قادة الثورة وحكم عليه بالنفي المؤبد إلى جزيرة سرنديب (سريلانكا)، وظل هناك حتى عاد إلى مصر سنة ١٩٠٠م، بناء على نصيحة الأطباء بعد أن فقد بصره. وتوفي البارودي في ٤ من شوال ١٣٢٢هـ = ١٢ ديسمبر ١٩٠٤م بعد سلسلة من الكفاح والنضال من أجل استقلال مصر وحريتها وعزتها. ويعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلاً ومضموناً، ولقب بإسم "فارس السيف والقلم".
كتب البارودي أجمل شعره في المنفى. وله قصيدة ميمية مطولة في مدح الرسول (ص) سماها: (كشف الغمة في مدح سيد الأمة) جارى فيها البوصيري في البردة وأولها:
يا رائد البرق يمم دارة العلم واحدُ الركاب إلى حي بذي سلم
ويعد البارودي باعث النهضة الشعرية الحديثة في الشعر العربي، فقد نجح في تحميل الإطار القديم تجارب حياته الخاصة، كما نجح في إعادة الشعر العربي إلى ما كان عليه في عصوره الزاهرة، فأضحى شعره يشاكل شعر الفحول في صدر العصر العباسي. وساعده ذكاؤه الحاد وموهبته الفذة على تحقيق ذلك الهدف بمعارضة الشعراء الأقدمين وتقليد أساليبهم وتراكيبهم، وبذلك أصبح رائد حركة الإحياء في الأدب العربي الحديث، وكان عظيم التأثير في المدارس الشعرية التالية، وقد صنف مختاراته التي جمعها لثلاثين شاعراً، وله ديوان في جزأين أعادت طبعه مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري وكرمته فأطلقت اسمه على إحدى دورات جوائزها للإبداع الشعري، (الدورة الثالثة عام ١٩٩٢م).
أقام البارودي في الجزيرة سبعة عشر عامًا وبعض عام، وأقام مع زملائه في "كولومبو" سبعة أعوام، ثم فارقهم إلى "كندي" بعد أن دبت الخلافات بينهم، وألقى كل واحد منهم فشل الثورة على أخيه، وفي المنفى شغل البارودي نفسه بتعلم الإنجليزية حتى أتقنها، وانصرف إلى تعليم أهل الجزيرة اللغة العربية ليعرفوا لغة دينهم الحنيف، وإلى اعتلاء المنابر في مساجد المدينة ليُفقّه أهلها شعائر الإسلام.
وطوال هذه الفترة قال قصائده الخالدة، التي يسكب فيها آلامه وحنينه إلى الوطن، ويرثي من مات من أهله وأحبابه وأصدقائه، ويتذكر أيام شبابه ولهوه وما آل إليه حاله، ومضت به أيامه في المنفى ثقيلة واجتمعت عليه علل الأمراض، وفقدان الأهل والأحباب، فساءت صحته، واشتدت وطأة المرض عليه، ثم سُمح له بالعودة بعد أن تنادت الأصوات وتعالت بضرورة رجوعه إلى مصر، فعاد في (٦من جمادى الأولى ۱۳۱۷هـ = ۱۲من سبتمبر ۱٨٩٩م).
يعد البارودي رائد الشعر العربي في العصر الحديث؛ حيث وثب به وثبة عالية لم يكن يحلم بها معاصروه، ففكّه من قيوده البديعية وأغراضه الضيقة، ووصله بروائعه القديمة وصياغتها المحكمة، وربطه بحياته وحياة أمته.
كان البارودي من المدرسة المحافظة. وهو إن قلّد القدماء وحاكاهم في أغراضهم وطريقة عرضهم للموضوعات وفي أسلوبهم وفي معانيهم، فإن له مع ذلك تجديدًا ملموسًا من حيث التعبير عن شعوره وإحساسه، وله معان جديدة وصور مبتكرة.
وقد نظم الشعر في كل أغراضه المعروفة من غزل ومديح وفخر وهجاء ورثاء، مرتسمًا نهج الشعر العربي القديم، غير أن شخصيته كانت واضحة في كل ما نظم؛ فهو الضابط الشجاع، والثائر على الظلم، والمغترب عن الوطن، والزوج الحاني، والأب الشفيق، والصديق الوفي.
وترك ديوان شعر يزيد عدد أبياته على خمسة آلاف بيت، طبع في أربعة مجلدات، وقصيدة طويلة عارض بها البوصيري، أطلق عليها "كشف الغمة"، وله أيضًا "قيد الأوابد" وهو كتاب نثري سجل فيه خواطره ورسائله بأسلوب مسجوع، و"مختارات البارودي" وهي مجموعة انتخبها الشاعر من شعر ثلاثين شاعرًا من فحول الشعر العباسي، يبلغ نحو ٤٠ ألف بيت.
الفصل الثالث: المناسبة القصيدة
أنشأ القصيدة حينما بلغه وهو في سيلان (سرنديب) نبأ وفاة زوجته عديلة بنت أحمد يَكَن باشا في مصر، وكانت السلطات الإنجليزية قد نفته إلى هذه الجزيرة مع أحمد عرابي (١٢٥٧ - ١٣٢٩ﻫ = ١٨٤١- ١٩١١م) وأربعة من قادة الثورة العرابية بعد إخفاقها في شهر صفر من عام ألفٍ وثلاث مئة من الهجرة (١٣٠٠ﻫ / ١٨٨٢م)[5] ، وتوفيت زوجته بعد سنةٍ من نفيه. فيتختطف الموت زوجته بالقاهرة وتعتصر المنون شبابها ولما تتجاوز السابعة والثلاثين وكان قد أمراضها الحزن وهرى كبدها الأسى وفتت مرارتها الألم منذ فراق الزوج الحبيب، فلقيت ربها شهيدة الحب والوفاء، ولم تكن قد أخبرته في رسائلها بأمر هذا المرض حتى لا تضيف إلى عذاب الغربة عذاب الفجيعة والتألم من أجلها.ويفجأ البارودي الناعي بالخبر فينزل عليه نزول الصاعقة ويكاد بودى به، وتدركه ربة الشعر بقيثارتها تنشد له (نشيد الرثاء) حتى لا يبخع نفسه على أثرها وفيه يصف نفسه حين وافاه الخبر.[6]
الفصل الرابع: الأفكار والمعنى الإجمالي
شعر الرثاء يكون على فقيد في العادة من أهله وقومه وذوي قرباه أو ممن ينزلون منه منزلة النفس والأهل ممن يحبهم ويؤثرهم. وهكذا استمر الرثاء شعرا عبر كل العصور.
ومن أبرز الذين رثوا زوجاتهم في العصر الحديث هو محمود سامي البارودي حيث أنشأ هذه القصيدة حينما بلغه وهو في سيلان (سرينديب) نبأ وفاة زوجته، عديلة بنت أحمد يكن باشا في مصر. وكانت السلطات الإنجليزية قد طرده إلى هذه الجزيرة وتوفيت زوجته بعد سنة من نفية.
وفي بداية القصيدة، تكلم الشاعر عن خوفه بمصيبة شديدة التي أصابت به وهي نبأ موت زوجته. فهذه النازلة مما جعله غير قادر على المضى أي عمل.
ثم، تحدث الشاعر عن عمق الجرح النازف الذي ولدته المصيبة. كذلك قد بين عن شعوره الأسى والحزن الشديد لفقده زوجته وهو في بلاد الغربة مما زاده لوعة وحزنا على حال أولاه أيضا. هنا، عاتب الشاعر الدهر وسبه كأنه لا يرضي بما واجهة وأصابه في ذلك الوقت.
ومن ناحية أخرى، قد أظهر الشاعر عن فخره بمنزلة زوجته التي جاءت من أسرة غنية وشريفة حيث اضطربت هذه الأسرة بعد موتها. سابقا كان هناك الحديث عن عدم الرضا الشاعر بهذه المصيبة ولكن في النهاية، يسلم الشاعر لقضاء الله.
ومن المعروف، أنه من الصعب للإنسان أن يغفل أسرته وأصحابه وخاصة بعد موتهم، وكذلك بحالة الشاعر. لذلك، هو قال بأن الذكر نحو زوجته هذا ملازم في نفسه ويقسم أيضا بأن دموعه لا تتوقف بعد أصابه هذه الكارثة.
وفي نهاية القصيدة، أكد الشاعر عن وفاته لزوجته وأرسل تحية عطرة خاصة إليها.
الفصل الخامس: تقسيم الشعر إلى الأفكار وبيان معاني الكلمات.
الفكر الأول: الخوف من نازلة عظيمة
أَيَدَ الْمَنُونِ قَدَحْتِ أَىَّ زَنَادِ | وَأَطَرْتِ أَيَّةَ شُعْلَةٍ بِفُؤَادِى |
أَوْهَنْتِ عَزْمِى وَهُوَ حَمْلَةُ فَيْلَقٍ | وَحَطَمْتِ عُودِى وَهْوَ رُمْحُ طِرَادِ |
· المفردات:
١) الهمزة: لنداء القريب
المنون: المنية ( الموت )
قدحت: قدح النار : أخرجها
وقدح الزند : ضربه
زناد: مفرده زند وهو الحديدة التي تقدح بها النار
أطرت ( طير ) : نشرت
٢ ) أوهنت: أضعفت
عزمي: صبري
حملة فيلق: جمعه (فيالق) الفيلق هو الجيش
حطمت: كسرت
عودي: جسمي
رمح طراد: الرمح يستخدم لملاحقة الأعداء.
· الشرح
هذان بيتان يتكملان عن شعور البارودي بفداحة المصيبة التي نزلت به فيخاطب الموت الذي اقترب منه ومن داره فأصاب زوجته وهو في بلاد الغربة فاشعل النار في قلبه حزنا وكمدا مما أضعف صبره على غربته وجعله غير قادر على مواجهة أعدائه.
الفكر الثاني: آثار الفاجعة على نفسه.
لَمْ أَدْرِ هَلْ خَطْبٌ أَلَمَّ بِسَاحَتِى | فَأَنَاخَ، أَمْ سَهْمٌ أَصَابَ سَوَادِى؟ |
أَقْذَى الْعُيُوْنَ فَأَسْبَلَتْ بِمَدَامِعِ | تَجْرِى عَلَى الَخَدَّيْنِ كَالْفِرْصَادِ |
· المفردات
٣ ) خطب : ج(خطوب) المصيبة
ألَّم : نزل
أناخ (نوخ): أقام بالمكان
سوادي : شخصي أو قلبي
٤ ) أقذى العيون: جعل فيها القذى ، وهو ما يسقط في العين فيهيجها ويسيل دمعها.
الفِرصاد: التوت الأحمر خاصة . والمراد به اللون الأحمر عامة، يريد أن دمعه ينزل دماً من فرط ألمه ووجده.
· الشرح
يخلص الشاعر إلى رسم النتائج المؤلمة التي ترتبت على فقد زوجته، ومظاهر الحزن التي يطالعها وتطالعه في الصباح والمساء، بل في كل ساعةٍ من ساعات الليل والنهار وكأن المصائب أقامت بداره وأصابت قلبه فسالت دموعه دما. شبه الدموع بالفرصاد وهو التوت الأحمر دلالة على أن دمعه ينزل دما من فرط ألمه ووجده.
مَا كُنْتُ أَحْسَبُنِى أُرَاعُ لَحَادِثٍ | حَتَّى مُنِيْتُ بِهِ فَأَوْهَنَ آدِى |
· المفردات
٥) أراع : أخاف وأفزع
مُنيت : ابتليت
آدي (أدا): قوتي
· الشرح
لا يظن الشاعر على المصيبة التي نزلت به. هو لا يستطيع أن يصور شعوره وأخافه بهذا النبأ والمصيبة. هذه المصيبة أضعف جسمه قوته صبره على مواجهة الحياة.
أَبْلَََتْنِىَ الْحَسَرَاتُ حَتَّى لَمْ يَكَدْ | جِسْمِيْ يَلُوْحُ لأَعْيُنِ الْعُوَّادِ |
أَسْتَنْجِدُ الزَفَراتِ وَهْىَ لَوَافِحٌ | وَأُسَفِّهُ الْعَبَراتِ وَهْىَ بَوَادِى |
لاَ لَوْعَتِى تَدَعُ الْفُؤَادَ، وَلاَ يَدِى | تَقْوَى عَلَى رَدِّ الْحَبِيْبِ الْغَادِى |
· المفردات
٦) الحسرات : مفردها حسرة وهي شدة الألم
يلوح (لوح) : يظهر
العوادي : الذين يزورون المريض.
٧ ) استنجد الزفرات : أستعين بها على تخفيف مصابي .
الزفرات : مفردها زفرة ، وهي إخراج النفس بصوت مسموع ممدود .
لوافح : حارقة
أُسفه: أخفف واتجاهل
العبرات: مفردها عبرة وهي: الدمعة قبل أن تفيض ، أو تردد البكاء في الصدر . أو الحزن بلا بكاء بوادي : ظاهرة.
٨ ) لوعة: حرقة الحزن والحب الشديد
رد: إعادة
الغادي: الذاهب من غير رجعة
· الشرح
وضعف جسده ونحل حتى كاد لا يرى للذين جاءوا لزيارته ومواساته ، فهو يستعين بالتنهيد على تخفيف مصابه لكنها تحرق قلبه ويحاول التمسك وعدم البكاء لكن الدموع تتسابق ، وقد اعتصر الحزن العميق قلبه ولا يستطيع إعادة الحبيب المفقود.
الفكر الثالث: معاتبته للدهر
كَانَتْ خُلاَصَةَ عُدَّتِي وَعَتَادِي | يَادَهْرُ فِيمَ فَـجَعْتَنِي بِحَلِـيلَةٍ؟ |
· المفردات
فجعتني : الفجيعَةُ: الرزيّةُ (وقد فَجَعَتْهُ المصيبةُ، أي أوجعتْه)
الحليلة: الزوجة
عدتي وعتادي: العُدّة والعَتادُ : يقال: (أخذ للأمر عُدَّتَهُ وعَتَادَهُ، أي أُهْبَتَهُ وآلَتَهُ)
· الشرح
يعاتب الدهر – كما فعل غيرها من الشعراء – فيما نزل به من مصيبة فقد زوجته التي كان يعتمد عليها في معظم شؤونه.
أفَلاَ رَحِمْتَ مِنَ الأسَى أوْلاَدِي؟ | إن كُنْتَ لَمْ تَرْحَمْ ضَنَايَ لِبُعْدِهَا |
· المفردات
ضناي (ضنا): مرض مرضاً مخامراً كلما ظن برؤه نكس
أضناه المرض: أوجعه
المضاناة: المعانة
الأسى: الحزن
· الشرح
والدهر في نظر الشاعر لم يرحم تعبه ومرضه كذلك لم يرحم أولاده.
قَرْحَى العُيُونِ رَوَاجـِفَ الأكْبَادِ | أفَرَدْتَهُـنَّ فَلَـمْ يَنَمْنَ تَوَجُّـعًا |
· المفردات
أفردتهن : جعلتهم وحيدين بلا أم أو أب
قرحى :مفردها (قريح) وهم الجرحى والمرضى
رواجف : الرَجْفَةُ: الزلزلةُ (وقد رَجَفَتِ الأرض تَرْجُفُ رَجْفاً)
الرجفان: الاضطراب الشديد
رواجف الأكباد: دلالة على الاضطراب
· الشرح
فقد صاروا وحيدين في دنياهم مضطربين في شؤونهم حيث كانت الأم مصدر سعادتهم ورعايتهم وتسليتهم عن غياب الأب.
دُرِّ الدُّمُـوعِ قَـلاَئِدَ الأجـْيَادِ | ألْـقَيْنَ دُرَّ عُقُودِهِنَّ، وَصُغْنَ مِنْ |
· المفردات
دُرّ : مفردها (درة ) وهي اللآلئ
عُقُودهن : مفردها عُقد وهو ما يلبس في الرقبة
قلائد : مفردها قلادة وهي العقود
الأجياد: مفردها جيْدُ ، وهو العنق
· الشرح
فقد صارت الدموع تنهمر من عيونهن حتى تغرق أعناقهن.
كَانَتْ لَهـُنَّ كَثِيْرَةَ الإسْعـَادِ | يَبْكـِيْنَ مِنْ وَلَهٍ فِـرَاقَ حَـفِيَّةٍ |
· المفردات
وله: ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد
حفية : بالغة الكرم والسعادة
· الشرح
يبكين على فراق الكريمة التي بالغت وأفرطت في إسعادهن.
وقُلُوبُهُـنَّ مِنَ الهُمومِ صَـوَادِي | فَخُـدُودُهُنَّ من الدُّمُوعِ نَـدِيَّةٌ |
· المفردات
ندية : رطبة
صوادي (صدي): مفردها (صادية) وهي العطشى، يريد أن قلوبهن محترقة بسبب الهموم
والأحزان.
· الشرح
فقد ابتلت خدودهن من الدموع وأخذت الهموم السعادة عن قلوبهم.
الفكر الرابع: فخر الشاعر بزوجته
حـَلَّتْ لِفَقْدِكِ بَيْنَ هَذَا النَّادِي؟ | أسَلِيلَةَ القَـمَرَينِ! أيُّ فَجِيعَـةٍ |
· المفردات
أسليلة (سلل): الأنثى والولد سليل
القمرين: أراد بهما والديها
النادي (ندو): المكان يجلس فيه عليّة القوم
· الشرح
يفخر الشاعر بنسب زوجته – كعادة من الشعراء – بأنها جاءت من أسرة ذات مكانة وجاه حيث حدثت المصائب والنكبات داخل هذه الأسرة بعد موتها.
فِي جَوفِ أغْبَرَ قَاتِـمِ الأسْدَادِ! | أعْـزِزْ عَلَيَّ بِأنْ أرَاكِ رَهِيْنَـةً |
· المفردات
أعزز : صعب على نفسي
رهينة :مأخوذة رهناً ج(رهائن) شخص يُحْتَجَزُ كَضَمَانٍ لِتَنْفِيذِ شرط
جوف : باطن
أغبر : من الغبار وهو التراب والمراد الأرض
أغبر : من الغبار وهو التراب والمراد الأرض
قاتم : غامق حالك الظلمة
الأسداد : ج(سد) الحاجز بين شيئين .
· الشرح
ويعجب الشاعر من رؤيتها رهينة للقبر المظلم .
بدأ الشاعر أن يشبه حالة موت زوجته مثل حالة الرهينة في القبر المظلم التي لا تستطيع أن تفعل أي الشيء، فهذه الحالة اشتدت عليه ولا يستطيع أن يصورها ويفكرها.
أو أنْ تَبِيْنِي عَنْ قَرَارَةٍ مَنْزِلٍ | كُنْتِ الضِّيَاءَ لَهُ بِكُلِّ سَوَادِ |
· المفردات:
أن تبيني: فراقي أو بعدي أو أن تبتعدي
قرارة: ما قرّ وسكن فيه الإنسان، والأصل هو المكان المنخفض اندفع إليه الماء فاستقرّ فيه
قرارة منزل: كناية عن ارتباطه والصاقه بالبيت
الضياء: من ضاء الشيء أي أنار وأشرق
السواد: الظلام
· الشرح:
ويستمر الشاعر يقول عن حالة التي تصعب عليه ألا وهي حالته التي بعيد من البيت والمنزل لأنه طرد من بلده ويكون في الغربة. وهذا يسبب الحزن في نفسه. ثم هذا الحزن يكون أشدّ وأكثر لسبب موت زوجته. ويريد أن يقول هنا أن موت زوجته يسبب أو يشرق حرنه ويكون حزنه شديدا وكبيرا.
لَوْ كَانَ الدَّهْرُ يَْقبَلُ فِدْيَةً | بِالنَّفْسِ عَنْكِ، لَكُنْتُ أَوَّلُ فَادِيْ |
· المفردات:
الدهر: الزمان
فدية:جمعها فدًى أي ما يدفع لتخليص شحص من الأسر أو الشيء المعطي (فداه- يفديه- فداء) أي أعطى شيئا فانقذه
فادي: مفتد (فادى ب: ضحّى ب)
· الشرح:
يشير الشاعر إلى حبه على زوجته بقول أنه سوف يعطي نفسه كفدية لزوجته أو يريد أن يحل مكان زوجته في الموت حتى لا يصاب بها الموت وتستمر في الحياة.
الفكر الخامس: التسليم بالقضاء والقدر
لكِنَّهَا الأَقْدَارُ لَيْسَ بِنَاجِعٍ | فِيْهُا سِوَى التَّسْلِيْمِ وَالإِخْلاَدِ |
· المفردات:
الأقدار: مفرده القدر أي القضاء الذي يقدّره الله تبارك وتعالى
ليس بناجع: ليس بنافع
التسليم: مصدر سلم أمره لله أي رضى بحكمه
الإخلاد: مصدر أخلد إليه إذا ركن وسكن إليه واطمأن، والمراد الإخلاد إلى قضاء الله تعالى وقدره
· الشرح:
وبدأ الشاعر أن يقبل موت زوجته وهذا الحال من أمر الله تعالى على الإنسان أن يرضي ويقبل كل ما كتب له الله تعالى ويسلم حاله إلى الله بالخضوع والرضاء بقدره وقضائه.
أَفَأَسْتَعِيْنُ الصَّبْرَ وَهْوَ قَسَاوَةٌ | أَمْ أَصْحَبُ السُّلْوَانَ وَهْوَ تَعَادِيْ |
· المفردات:
أستعين: استعان أي طلب الاستعانة أوالمساعدة
قساوة وقسوة: مصدر قسا قلبه إذا غلط واشتدّ فذهبت منه الرحمة واللين والخشوع. وهي جمود القلب وعدم رحمته
الصبر: التجلد وحسن الاحتمال (الصبر عن المحبوب: حبس النفس عنه و الصبر على المكروه: احتماله دون جزع
أصحب: صحبه أو جعله صحابة
السلوان: مصدر سلاه وسلا عنه أي صبر عنه ونسيه. والسلوان هي الدواء التي يشرب بها الحزين فتسله وتفرّحه
التعادي: التباعد (عادى بعضهم بعضا)
· الشرح:
يستخدم الشاعر أسلوب الإستفهامي ليشير إلى حزنه ومشاعره. وهو يقول أن الصبر الذي في الحقيقة ينبغي أن يجعله صبرا ورضا على هذه المصيبة ولكن على العكس أن هذا الصبر الذي يؤدي إلى صلب قلبه ولا يستطيع أن يرضي بهذا الحال وأما السلوان الذي في الحقيقة ينبغي أن يصلح قلبه ولكن لا يكون كذلك.
هَيْهَاتَ بَعْدَكِ أنْ تَقِرَّ جَوَانِحِيْ | أَسَفًا لِبُعْدِكِ، أَوْ يَلِيْنَ مِهَادِيْ |
· المفردات:
هيهات: كلمة معناها البعد أي كيف ممكن؟
بعدك: بعد موتك
تقرّ: تستقروتسكن وتثبت وتطمئن
والجوانح: أضلاع الصدر، جوانحي أي صدري
أسفا: حزنا شديدا
مهادي: فراشي
· الشرح:
وهو يصور أن هذا الحال يسبب الاضطراب وعدم الاطمئنان في قلبه وحياته وهل من الممكن أن يكون حاله بعد موت زوجته وحزنه الشديد لها يرجع إلى الأصل ويكون قلبه في الأمن.
وَلَهِي عَليكِ مُصَاحِبٌ لِمَسِيْرَتِيْ | وَالدَّمْعُ فيكِ مُلاَزِمٌ لِوِسَادِيْ |
· المفردات:
الوله: الحزن أو ذهاب العقل من الحزن
المسيرة: السير كالمسير والتسيار، والمسافة والرحلة ويريد بها يقظة النهار
ملازم: مصاحب
والوساد: المتكأ والمخدة كالوسادة
والدمع فيك ملازم لوسادي: كناية عن حزنه بموت زوجته وهو يبكي في نومه ويكون الدموع الكثيرة كوساده.
· الشرح:
هذا البيت يشير إلى أن حزن الشاعر عن موت زوجته يكون في كل الوقت ليلا ونهارا ولا يستطيع أن ينساها لسبب حبه الشديد لها.
فَإِذَا انْتَبَهْتُ فَأَنْتِ أوَّلُ ذُكْرَتِيْ | وَإِذَا أَوَيْتُ فَأَنْتِ آخِرُ زَادِيْ |
· المفردات:
انتبه من نومه: استيقظ
الذُكرة: ضد النسيان كالذكر والذكرى
أويت: سكنت أو أقمت
الزاد : المؤونة أو الطعام الذي أخذه المسافر لسفره
ويريد بآخر زاده أي أنه يختتم نهاره بذكرها قبل نومه
· الشرح:
يستمر الشاعرفي هذا البيت أن يصور أنه لا يستطيع أن ينس زوجته وهو يذكرها في كل وقت، وهي الأولى التي في فكره عندما استيقظ من نومه وهي أيضا الآخرة التي يذكرها قبل نومه.
كُلُّ امْرِىءٍ يَوْمًا مُلاَقٍ رَبَّهُ | وَالنَّاسُ فِي الدُّنْيَا عَلَى مِيْعَادِ |
· المفردات:
ملاق: مقابل
ميعاد: وعد، مرجع
· الشرح:
يرجع الشاعر بالتسليم والرضاء حالته إلى الله وهو يوضّح عن حقيقة الموت التي من أمر الله وهو سيصاب كل الناس وأن الناس يعيشون في الدنيا إلى أجل محدود، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون
الفصل السادس: الملامح الفنية للنص (الصور البلاغية والأسلوب)
ü أيد المنون : أسلوب إنشائي( نداء) للقريب كناية عن قرب الموت منه ومن داره.
ü هناك استعمال استعارة مكنية مثل في البيت الأول شبه الموت بالشخص الذي ضرب الحديدة فاشعلها فطارت شعلتها إلى قلبه.
ü ثم، قد استخدم الشاعر أسلوب خبري مثل في البيت أوهنت عزمي وهو حملة فيلق : صور عزمه وصبره وتحمله بالجيش الكبير القادر على مواجهة الأعداء.
ü أن أسلوب خبري موجود أيضا في هذه القصيدة، وذلك في البيت الثاني حيث قال الشاعر: حطمت عودي وهو رمح طراد : صور جسمه بالرمح الذي يستخدم لملاحقة الأعداء.
ü هناك أخطأ الشاعر في استخدام (هل) للاستفهام وكان يفترض أن يستخدم( الهمزة) لأن الاستفهام يفيد التصور لا التصديق . وهو يفيد التعجب ( أسلوب إنشائي).
ü امتازت هذه القصيدة باستخدام التشبيه، وهذا التشبيه نستطيع أن نجده في البيت الرابع مثلا قال الشاعر: مدامع تجري على الخدين كالفرصاد: شبه الدموع بالفرصاد وهو التوت الأحمر دلالة على أن دمعه ينزل دما من فرط ألمه ووجده.
ü أن كناية موجودة أيضا في هذه القصيدة، وذلك في البيت الثامن حيث قال الشاعر: لم يكد جسمي يلوح لأعيت العواد: كناية عن ضعفه ومرضه نتيجة المصاب الأليم.
ü يا دهر : أسلوب إنشائي نداء.
ü فيم فجعتني : أسلوب إنشائي استفهام الغرض منه التعجب والدهشة.
ü أفلا رحمت من الأسى أولادي : أسلوب إنشائي استفهام الغرض منه التمني.
ü صغن من در الدموع قلائد الأجياد : كناية عن شدة البكاء واستمرار يته.
ü قلوبهن من الهموم صوادي : كناية عن أن حرقة قلوبهن بسبب الهموم والأحزان.
ü البيت (١٤) : صور الشاعر أولاده الورود التي لحقها الندى وقد فقدت ماءها لكثرة الهموم فهي عطشى في حاجة للماء.
ü أسليلة القمرين : كناية عن رفعة منزلة أبويها .
ü أيُّ فجيعةٍ حَلَّتْ لفقدكِ بين هذا النـادي؟!: أسلوب إنشائي استفهام الغرض منه التعجب من عظم الفادحة .
ü أعْزِزْ عليَّ بأن أراكِ رهينـةً : أسلوب تعجب (أفعل به)
ü في جوفِ أغبرَ قاتٍِ الأســــدادِ : كناية عن القبر
ü قرارة منزل (كناية عن ارتباطها بالبيت)
ü يَلِيْنَ مِهَادِيْ (وهذه الكناية من الشاعر عن خشونة فراشه وعدم استقرار جوانحه عن اضطراب أمره، وشدّة همّه بلباله)
ü وَالدَّمْعُ فيكِ مُلاَزِمٌ لِوِسَادِيْ ( كناية عن كثرة البكاء على موتها)
ü آخر زادي ( يريد أن يقول أنه يختتم نهاره بذكرها قبل نومه)
- الأفكار :
أفكار النص سهلة واضحة مترابطة تميل للتحليل والتعليل يتآثر الشاعر فيها بالتجربة الشعورية والشعراء الأقدمين ويتضح ذلك في عتابه للدهر .
أفكار النص سهلة واضحة مترابطة تميل للتحليل والتعليل يتآثر الشاعر فيها بالتجربة الشعورية والشعراء الأقدمين ويتضح ذلك في عتابه للدهر .
- العاطفة :
تسيطر على الشاعر عاطفة الأسى والحزن الشديد لفقده زوجته وهو في بلاد الغربة مما زاده لوعة وحزناً على حال أولاده أيضاً .
تسيطر على الشاعر عاطفة الأسى والحزن الشديد لفقده زوجته وهو في بلاد الغربة مما زاده لوعة وحزناً على حال أولاده أيضاً .
- الألفاظ :
جاءت مناسبة وملائمة لعاطفة الشاعر الحزينة ، وألفاظه عربية أصيلة موحية والعبارات جزلة محكمة تأثر بلغة الشعراء الأقدمين مثل : أقذى العيون ، الهموم الصوادي .
جاءت مناسبة وملائمة لعاطفة الشاعر الحزينة ، وألفاظه عربية أصيلة موحية والعبارات جزلة محكمة تأثر بلغة الشعراء الأقدمين مثل : أقذى العيون ، الهموم الصوادي .
- الصور والأخيلة :
تقليدية جزئية نابعة عن عاطفة صادقة وإحساس مرهف ، تعتمد على التشبيه والاستعارة والكناية ، ليس فيها تكلف ولا تصنع وإنما أبرزت المعاني في إيضاح وتجسيم وتشخيص لبيان أثر الفاجعة على نفسه
تقليدية جزئية نابعة عن عاطفة صادقة وإحساس مرهف ، تعتمد على التشبيه والاستعارة والكناية ، ليس فيها تكلف ولا تصنع وإنما أبرزت المعاني في إيضاح وتجسيم وتشخيص لبيان أثر الفاجعة على نفسه
- المحسنات البديعية :
جاءت قليلة وطبيعية وبعيدة عن التكلف .
جاءت قليلة وطبيعية وبعيدة عن التكلف .
- الأساليب :
نوع الشاعر فيها بين الخبرية التي تفيد التقرير أو الحث والإنشائية لإثارة الذهن والمشاعر والأحاسيس.
نوع الشاعر فيها بين الخبرية التي تفيد التقرير أو الحث والإنشائية لإثارة الذهن والمشاعر والأحاسيس.
- الموسيقا :
تنوعت الموسيقا في الأبيات بين :
أ) الموسيقا الخارجية : وهي تتمثل في الوزن الواحد والقافية الموحدة وقد سار على نهج القدامى .
ب) الموسيقا الداخلية: وهي نوعان :
١ ) داخلية ظاهرة : تتمثل في المحسنات البديعية غير المتكلفة وحسن تقسيم العبارات .
٢) الداخلية الخفية : وتتمثل في قدرة الشاعر على اختيار الألفاظ الموحية وترتيب الأفكار وصدق العاطفة وروعة الخيال وجمال التصوير .
تنوعت الموسيقا في الأبيات بين :
أ) الموسيقا الخارجية : وهي تتمثل في الوزن الواحد والقافية الموحدة وقد سار على نهج القدامى .
ب) الموسيقا الداخلية: وهي نوعان :
١ ) داخلية ظاهرة : تتمثل في المحسنات البديعية غير المتكلفة وحسن تقسيم العبارات .
٢) الداخلية الخفية : وتتمثل في قدرة الشاعر على اختيار الألفاظ الموحية وترتيب الأفكار وصدق العاطفة وروعة الخيال وجمال التصوير .
- الوحدة العضوية :
في أبيات البارودي ما يشبه الوحدة العضوية فرغم أنها تشتمل على أكثر من غرض كالحكمة والرثاء والفخر والعتاب ، إلا أن الجو النفسي والخيط الفكري الذي يربطها واحد وهو إظهار أثر الفاجعة على نفسه .
في أبيات البارودي ما يشبه الوحدة العضوية فرغم أنها تشتمل على أكثر من غرض كالحكمة والرثاء والفخر والعتاب ، إلا أن الجو النفسي والخيط الفكري الذي يربطها واحد وهو إظهار أثر الفاجعة على نفسه .
- الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر :
* الأفكار سهلة واضحة بعيدة عن التعقيد والغموض .
* ألفاظه جزلة قوية بعيدة عن الغرابة .
* أسلوبه سليم متين في نسيجه اللغوي .
* الصور الخيالية تقليدية جزئية مستمدة من القديم .
* قلة المحسنات البديعية والبعد عن الصنعة والتكلف .
* السير على نهج الأقدمين في نظام القصيدة وتعدد الأغراض .
* شيوع الحكمة في شعره .
* تنوع الأسلوب بين الخبر والإنشاء .
* الأفكار سهلة واضحة بعيدة عن التعقيد والغموض .
* ألفاظه جزلة قوية بعيدة عن الغرابة .
* أسلوبه سليم متين في نسيجه اللغوي .
* الصور الخيالية تقليدية جزئية مستمدة من القديم .
* قلة المحسنات البديعية والبعد عن الصنعة والتكلف .
* السير على نهج الأقدمين في نظام القصيدة وتعدد الأغراض .
* شيوع الحكمة في شعره .
* تنوع الأسلوب بين الخبر والإنشاء .
- سمات القديم في شعره :
* التزام وحدة الوزن والقافية .
* تعدد الأغراض في القصيدة .
* التمسك بوحدة البيت .
* الحرص على اللفظ العربي الجزل الأصيل .
* الصور الخيالية تقليدية وجزئية منتزعة من البيئة العربية القديمة .
* الإكثار من الحكمة .
- سمات التجديد في شعره :
* التحرر من المحسنات البديعية إلا ما جاء عفواً .
* الاتجاه إلى الوحدة العضوية في القصيدة .
* إظهار ذاتيته في شعره
* التزام وحدة الوزن والقافية .
* تعدد الأغراض في القصيدة .
* التمسك بوحدة البيت .
* الحرص على اللفظ العربي الجزل الأصيل .
* الصور الخيالية تقليدية وجزئية منتزعة من البيئة العربية القديمة .
* الإكثار من الحكمة .
- سمات التجديد في شعره :
* التحرر من المحسنات البديعية إلا ما جاء عفواً .
* الاتجاه إلى الوحدة العضوية في القصيدة .
* إظهار ذاتيته في شعره
المصادر والمراجع
١. خير الدين الزركلي. الأعلام. ج: ٧ . بيروت: دار العلم للملايين، ١٩٩٩.
١. خير الدين الزركلي. الأعلام. ج: ٧ . بيروت: دار العلم للملايين، ١٩٩٩.
٢ . على الحديدى. محمود سامي البارودي شاعر النهضة. مكتبة الأنجلو المصرية، ١٩٩٠م.
٣. كامل محمد محمد عويضة. محمود سامي البارودي إمام الشعراء في العصر الحديث. بيروت: دار
الكتب، ١٩٩٤.
٤. كلمل سليمن الجبوري. معجم الشعراء. ج: ٥. بيروت: دار الكتب العلمية، ٢٠٠۳.
٥. مجمع اللغة العربية. المعجم الوسيط. ط ٤. القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، ۲۰۰٤.
٦. محمد حسين هيكل. الأدب والحياة المصرية. الكويت: دار الهلال، ١٩٩٢.
۷. محمد خيري زين الدين، محمد نظري زين الدين، محمد فؤاد محمد عيسى. المفتاح. ط۲. ماليزيا: الأزهار مدبا انتفريس، ۲۰۰۸.
محمد حسين هيكل، الأدب والحياة المصرية، الكويت: دار الهلال، ١٩٩٢، ص: ٤٩-٥٠،
كلمل سليمن الجبوري، معجم الشعراء، ج: ٥، بيروت: دار الكتب العلمية، ٢٠٠۳، ص: ٣٢٨،
خير الدين الزركلي، الأعلام، ج: ٧ ، بيروت: دار العلم للملايين، ١٩٩٩، ص: ١۷۱.
[2] كامل محمد محمد عويضة، محمود سامي البارودي إمام الشعراء في العصر الحديث، الطبعة الأولى، بيروت: دار الكتب
العلمية،١٩٩٤، ص: ٤٩-٥٠،
[3] كامل محمد محمد عويضة، محمود سامي البارودي إمام الشعراء في العصر الحديث، الطبعة الأولى، بيروت: دار الكتب
العلمية، ١٩٩٤، ص: ٤٩-٥٠،
[4] كامل محمد محمد عويضة، محمود سامي البارودي إمام الشعراء في العصر الحديث، الطبعة الأولى، بيروت: دار الكتب
العلمية،1994، ص: ٤٩-٥٠،
0 komentar:
Posting Komentar