عمل خير من مسالة
العمل نعمة من نعم الله، ولا يعرف هذه النعمة، إلا من فقدها بسبب مرض، أو غيره. ومع ذلك فبعض الناس لا يحبون العمل، ويعتمدون على غيرهم، أو يتسولون في الطرق. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده" وقال: "لأن يأخذ أحدكم حبله، ثم يغدو إلى الجبل، فيحتطب، فيبيع، فيأكل، ويتصدق خير له من أن يسأل الناس".
ذهب رجل فقير إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسأله شيئًا، فقال له الرسول – صلى الله عليه وسلم – : هل في بيتك شيء؟ قال الأعرابي: نعم، قصعة (إناء) نأكل فيها ونشرب منها ونتطهر، وحلس (فراش) نجلس عليها، ولا شيء غير هذا. فقال له الرسول – صلى الله عليه وسلم – : ائتني بهما، فأتاه بهما، فأمسكهما بين يديه، وقال لأصحابه: من يشتري هذين؟ فقام رجل، فقال: أنا أشتريهما بدرهم، فقال: من يزد على درهم؟ فقام رجل آخر، وقال: أنا أشتريهما بدرهمين، فدفعهما إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – الذي سلمهما إلى الأعرابي قائلا: اشتر بأحدهما طعامًا، واذهب به إلى أهلك، واشتر بالآخر قدومًا وائتني به. فأتاه بالقدوم، فوضع فيه عودًا بيده، وقال للأعرابي: اذهب واحتطب وبع، ولا أراك خمسة عشر يومًا. وبعد انتهاء هذه المدة، رجع إليه الأعرابي وقد اشترى ثيابًا وطعامًا، فقال له الرسول – صلى الله عليه وسلم – : أليس هذا خيرًا لك من أن تسأل الناس أعطوك أو منعوك؟
0 komentar:
Posting Komentar