نبأ من سبأ

مسافات هي الآلام
كل مسافة ألم هي الأخرى
فدعنا من أحاديث الأسى
صدئت مآقينا
وملح دموعنا يجري على أفراحنا نهرا
شربنا من سراب الهم عاصفة
وأدمنا على أعتابه السكرا ..
فماذا لو على أحلامنا رقصت..
رصاصات الهوى تترا ..!!؟

فبيروت التي حضنتك قبل الأمس
ما صدقت .. وما كذبت ..
وقد سامتك مسغبة ..
ومدت كفها فقرا ..!!
وجئت تظنها قمرا ....
فكانت رغم طلعتها ..
ظلاما باسط الكفين..ْ
ليلا حالك الخدينْ ..
حزاما بالغ الطبيينْ..
وكنت الفجر والإشراق والبدرا ..!

فحدثني عن الأعراب في منفاك كيف وجدت غربتهم ..؟
وهل راعوك حين رأيتهم يمشون نحو هلاكهم زمرا..؟
وهل أبصرت في أحداقهم قطعا ..
من الآهات والعبرات .. والصحرا؟ .!
وهل ألفيت سيدهم ( وقد مال "الغبيط" به ) ..
فقال لقومه : هبوا ..
فصبوا فوقه الشعرا ..!