عزيزي أ . ص . .
تحية طيبة وبعد ،،
كيف حالك ؟ أعلم أنه تساؤل تقليدي ممل ، وأنه بارد مثلج كما يجب - ( ورغم ذلك لن ينزل على قلبك بردا وسلاما ) - وكما تشعر وأشعر ويشعر كل من سيتلصص على هذه الرسالة ، لا ينبع من القلب لأنه صادر من شبه جثة هامدة مثلي لم تعد تهتم بالمشاعر إلا كروتين يجب تأديته في مقابل سريان دورة حياة ، لذا سيكون من الأفضل لك ولي أن أدخل مباشرة في تساؤل آخر : هل أتاك حديث القاهرة ؟! ، حديثها وحديث أهلها وأهل من غيرها ومن غير أهلها عن الحال وما آل إليه في هذه الأيام التاريخية .
هل تخيلت يوما في شبابك ، هكذا حال ؟ وهكذا قصة ، رواية . . ونهاية ؟
إنها رواية عجز منّظر المخابرات العامة المصرية د . نبيل فاروق ، وهو من زرعك - كما كان مخططا في قلب وعقل ملايين الأطفال والشباب لعقود - عجز أن يكتبها ، لا أعلم السبب رغم أنه أتى بالعجائب في رواياته . ربما تخبرني أنت فإني أراك من المفكرين ، هل كان لا يرى تلك النهاية في الأفق رغم كل نذر الخراب والغربان وسحب الدخان الأسود ؟ هل كان مغيبا بحق ثم أفاق يوم مرضه ؟ أم نأى بنفسه عن سطر المأساة ، وفضل المقاومة والتمسك بقشة الأمل التي لم ولا تقصم - حتى الآن للأسف - ظهر بعيرنا الكبير ، ليخبرنا كل حين ومن وسط الركام ، أن : " بكرة أحلى من النهاردة " ، ربما ! لا أستطيع الجزم بشيء ، لعلك تستطيع ، فأنت من يفترض أنك تعرفه ولو معرفة سطحية ولكنها كافية من خبير مثلك لفهم شخصيته .
ثم أخبرني ما هو الوطن عندك يا صديقي ؟! ، اسمح لي أن أتبسط معك بعيدا عن الرسميات وفارق السن والتجارب لأني لا أعرف رتبتك التي خرجت بها من العمل " الوطني " أو لا زلت تعمل " تحت التغطية " بها ، وأعود للتساؤل ، ما هو الوطن عندك يا صديقي ؟! هل هو قطعة أرض مربعة صحراوية إلا من ماء عذب يشق طريق الخضرة والحياة ويشكل بسريانه علامة النصر ؟! وهل الوطن مذبح ؟ أم حضن دافيء ؟ وماذا لو قلت لك أني بلا وطن ، رغم أني أسير في أنحائه يوميا ، وأحمل هويته ؟! أو لنقل أني نظرت نظرة في الخريطة ، فقلت إني سقيم ، هذا ليس وطني ، وطني أكبر من هذا ، وطني من مشارق الشمس إلى مغاربها .
ومن هو العدو يا صديقي ؟! هل العدو هو - فقط وحقا - من تحدث بلغة ميتة وقتل الأطفال بدم بارد بحجة الدفاع عن نفسه ؟! أم أن العدو كان دائما بيننا ويتحدث بلهجتنا المحببة ، فنسمع له ونطيع ؟! فقتلنا وقتل أطفالنا بالسموم والفساد والسرطان والذل والتعذيب والخيانة والإهمال ، وهو ، وهم ، وأنت ، وأنا ، بل نحن ، وكلنا ، نضحك جميعا ، ونتبسم في بلادة .
سأخبرك بشيء قد تجده طريفا ، أو جنوني ومريض ، أو تجده منتهى العقل والحكمة ، لا أثق في الإعلام بشقيه المحلي والعالمي ، بل لا أثق حتى في بطاقات الهوية ، ولا تتهمني بالبارانويا رجاء ، فهذه قد تجاوزتها منذ زمن ، ولعلك تجدها دعابة ، لكني أثق تماما أنك خير من يعرف طبيعة هذا العالم وطبيعة هذا الزمن ، الذي يشكل الكذب والخداع والدجل ركنا هاما وعمودا أساسيا فيه لا غنى عنه ، وهذا طبيعي ، والخدعة لا غنى عنها في الحروب لأن نبينا قال : الحرب خدعة ، أنت لست من العامة أبدا ولن تكون - ( وهذا لسوء حظك ربما لأنك أحيانا كما أتخيل تتمنى أن تكون جاهلا . . وسعيدا ! ) - ، بينما نحن قطيع العامة : لا نعرف شيئا إلا ما يسمح لنا بمعرفته ، لا نصدق إلا ما قاله كهنة المخابرات من كل مكان الذين يقفون كحراس لبوابات الميديا المقدسة ، ممن يمسكون بعصا السحر الإعلامي ليخيل لنا من سحرهم أنه حقيقة وتاريخ مسطور وصدق مبين وأمر واقع وحق بين منظور ، . . بينما هو هراء ودجل وخداع وتمويه ، ينتظر موسى هذا الزمان .
يا صديقي ، كنت قد سمعت - وأنت طبعا أدرى - عن عميل سوفيتي لأمريكا خان بلاده وكانت مهمته هي بسيطة للغاية : اختيار الأسوأ دائما في أهم المناصب ، وهكذا يتفكك النظام بهدوء ، وكنت قد قرأت مرة عن ضابط المخابرات الإسرائيلي الذي زرعوه في دولة شقيقة ، وكاد أن يصل لمنصب نائب الرئيس لولا أن تم اكتشافه ، ولعلها فرصة هنا أن أسألك ( لكنك لن تجبيني أبدا ) : وكم محاولة أخرى نجحت ؟! وأين ؟! أنت تعرف أن عمليات الزرع تأخذ وقتا وتخطيطا محكما ، وصبرا وأجيال ، لن أعلمك مهنتك بالطبع ! لكني أظن أن السلاح الأقوى هنا في الزرع هو الزمن الذي يطمر الكثير من الأشياء ويخفيها ويغيرها ويبرز غيرها للواجهة ، فتنبت شجرة ، إما زرع رباني وشجرة طيبة أصلها ثابت تؤتي أكلها كل حين ، أو زرع شيطان لشجرة ملعونة تجتث من فوق الأرض بعد زمن ، ولكن بعد أن تكون قد أخرجت ثمارا كرؤوس الشياطين ونال منها نصيبا من نال .
فمثلا ، أنت تعلم وعندك الخبر اليقين هل أصول أحمدي نجاد يهودية أم لا ؟ أنت تعرف أكثر مني بكثير أين ولد باراك أوباما فعلا ، في هاواي أم لا ، وهو شخص مثار جدل ، وهناك من يشك أنه يبطن الإسلام ، فأخبرني لماذا تم اختياره بعد تمهيد هوليوودي عن رئيس أسود ، كما مهدت هوليوود لـ 11 سبتمبر - ( واسمح لي هنا أن أتهمك بأنك المخطط لهذه العملية الصادمة فمدح د . نبيل فاروق وإفراطه في قدراتك في عالم الروايات الخيالي يجعلك الشخص الوحيد في نظري الذي يستطيع التخطيط لهذه العملية بكفاءة رغم مقتل مدنيين فيها وهو ما لا يتناسب مع طبعك " القصصي " المرهف ، وعلى أي حال صدق الله : {وما رميت إذ رميت} ، {يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار} ) - ولا أشك أيضا في نفس السياق وبعيدا عن " حراس البوابات الإعلامية " أنك تعرف الكثير عن سر غموض الخلفية العائلية أيام الطفولة لرئيس إيطاليا الرفيق جورجو نابوليتانو ، الخلفية الغامضة عن الأبوين وفترة الطفولة ، تماما كغموض اسم والده فأنت تعلم أن المقطع الثاني لقب عائد للمدينة وليس اسم الوالد ، حتى أن ويكيبيديا وهي عرافة الشبكة التي يتقمصها الجميع بنجاح قد عجزت عن فك غموض ما سبق لنا . . أنت ربما تعرف الكثير عن هذه الأشياء وغيرها ، مثل من أسقط طائرة جميل البطوطي عام 99 وكيف ولماذا ، لكنك لا تتحدث .
مرة أخرى . . بعيدا عن هوس نظرية المؤامرة ، وبعيدا عن مؤامرة التشكيك في نظرية المؤامرة ، كم محاولة أخرى نجحت ، وأين ؟! ومن يجرؤ على الكلام ؟!
وما العمل يا بطل الأبطال ؟!
هل تعرف ، سأخبرك بشيء . .
أنت الآن لو أنك لم تمت بعد - لو أنك لا تزال على قيد الحيا ة / د ( الحياة والحياد شيء متشابه ومترادف في عالم قسمه بوش وبن لادن بالسكين إلى فسطاطين يتمايزان مع الوقت ، وربما أنت اخترت ) - في السابعة والخمسين ، تقريبا ، أي أنك على مشارف الستين ، وقريبا سترد لأرذل العمر لكي لا تعلم بعد علم شيئا . .
فهل وجدت حياتك التي كنت تتمناها ، أم لو عاد بك الزمن ، لكنت قد اتخذت طريقا آخرا - كما أفكر دوما أنا - ، أغنام وقليل من مال ومأوى بعيد عن عالم ممتليء بالشر والبشر . .
ربما هناك الكثير من الكلام ، عن كيف تنام ليلا دون أن تتوقع أن أحد رفاق الأمس أو اليوم قد يلف حبلا مميتا حول عنقك لتنتهي في الظلام كما عشت في الظلام ، ولكن حتى لا أطيل ، اسمح لي - في الختام - أن أخبرك بشيء آخر ، أني لم أذهل ولم تبهرني شخصيتك منذ قرأت عنك ذات يوم كنا فيه من الأبرياء ، كنت أجد ما يكتب قريب من خزعبلات وأساطير وأحلام يقظة عن أجهزة الأمن " المثالية " لتلميعها ، والآن أظن أنه كان في إطار مشروع ما ، وليس كل ما يلمع من الذهب ، وكنت أجدك شخصا مثاليا أكثر مما يجب وأكثر مما هو واقعي ومطلوب ، ولا أجد في إتقان عشرات اللغات الحية والميتة شيئا يبهرني ، ولا في فنون التنكر والاحتيال وانتحال الشخصيات والتظاهر بالموت مرارا وفنون القتال وخلافه ، لا أجد مجموع ذلك يكون بالضرورة شخصية متفردة ، بل ربما يصنع ذلك مسخا بلا شخصية واضحة أو حياة طبيعية ، روبوت آلي مقاتل ، وهو ما لا أظن ولا آمل أن يكون قد حدث لك .
ربما أنت قائد جيد ، وجندي بطل تظل عملياته " الوطنية " طي الكتمان ، لكنك - للأسف - قد فقدت الحياة الطبيعية منذ طفولتك وحتى الآن ، وبالقطع هذا يؤثر على شخصيتك ، التي قد لا تؤهلك لتكون زعيما تاريخيا .
أنت حتى الآن بطل على الورق ، وبطل من ورق ، رغم كل عملياتك الوطنية وغير الوطنية ضد العدو الخارجي ، وإنما الأعمال بالنيات ، لكن ماذا فعلت كـ " وطني " هنا أيضا لإصلاح وطنك ، لا تغضب مني إذا قلت لك : لا شيء ! بقيت دهرا تسمع وتطيع لكل رأس ورئيس ولم يضرب أحد ظهرك ، ولكنهم أخذوا وطنك ! بذكاء ! الذي تتفاخر أنك دافعت عنه وتدافع عنه ، الذي كان درعا للأمة ، فأصبح كما تراه . . لا أعرف إن كانت مصر تدخرك ، أو أنك تدخر الصبر لها في جيوب الزمن القريب القادم ، كما ادخر لها يوسف قمحا يوم السبع العجاف . .
ولكن هذا قدرك وقدرها في عالم تحكمه وتدير صراعاته العالمية أجهزة المخابرات ويطل من كلا الفسطاطين علينا رؤوس اللعبة لا صناعها ، هذا قدرك وقدرها وأنت من اختار بدايته في كل الأحوال ، أن تلعب دور الرجل الوطواط في هذا الليل الأسود . .
تحية طيبة وبعد ،،
كيف حالك ؟ أعلم أنه تساؤل تقليدي ممل ، وأنه بارد مثلج كما يجب - ( ورغم ذلك لن ينزل على قلبك بردا وسلاما ) - وكما تشعر وأشعر ويشعر كل من سيتلصص على هذه الرسالة ، لا ينبع من القلب لأنه صادر من شبه جثة هامدة مثلي لم تعد تهتم بالمشاعر إلا كروتين يجب تأديته في مقابل سريان دورة حياة ، لذا سيكون من الأفضل لك ولي أن أدخل مباشرة في تساؤل آخر : هل أتاك حديث القاهرة ؟! ، حديثها وحديث أهلها وأهل من غيرها ومن غير أهلها عن الحال وما آل إليه في هذه الأيام التاريخية .
هل تخيلت يوما في شبابك ، هكذا حال ؟ وهكذا قصة ، رواية . . ونهاية ؟
إنها رواية عجز منّظر المخابرات العامة المصرية د . نبيل فاروق ، وهو من زرعك - كما كان مخططا في قلب وعقل ملايين الأطفال والشباب لعقود - عجز أن يكتبها ، لا أعلم السبب رغم أنه أتى بالعجائب في رواياته . ربما تخبرني أنت فإني أراك من المفكرين ، هل كان لا يرى تلك النهاية في الأفق رغم كل نذر الخراب والغربان وسحب الدخان الأسود ؟ هل كان مغيبا بحق ثم أفاق يوم مرضه ؟ أم نأى بنفسه عن سطر المأساة ، وفضل المقاومة والتمسك بقشة الأمل التي لم ولا تقصم - حتى الآن للأسف - ظهر بعيرنا الكبير ، ليخبرنا كل حين ومن وسط الركام ، أن : " بكرة أحلى من النهاردة " ، ربما ! لا أستطيع الجزم بشيء ، لعلك تستطيع ، فأنت من يفترض أنك تعرفه ولو معرفة سطحية ولكنها كافية من خبير مثلك لفهم شخصيته .
ثم أخبرني ما هو الوطن عندك يا صديقي ؟! ، اسمح لي أن أتبسط معك بعيدا عن الرسميات وفارق السن والتجارب لأني لا أعرف رتبتك التي خرجت بها من العمل " الوطني " أو لا زلت تعمل " تحت التغطية " بها ، وأعود للتساؤل ، ما هو الوطن عندك يا صديقي ؟! هل هو قطعة أرض مربعة صحراوية إلا من ماء عذب يشق طريق الخضرة والحياة ويشكل بسريانه علامة النصر ؟! وهل الوطن مذبح ؟ أم حضن دافيء ؟ وماذا لو قلت لك أني بلا وطن ، رغم أني أسير في أنحائه يوميا ، وأحمل هويته ؟! أو لنقل أني نظرت نظرة في الخريطة ، فقلت إني سقيم ، هذا ليس وطني ، وطني أكبر من هذا ، وطني من مشارق الشمس إلى مغاربها .
ومن هو العدو يا صديقي ؟! هل العدو هو - فقط وحقا - من تحدث بلغة ميتة وقتل الأطفال بدم بارد بحجة الدفاع عن نفسه ؟! أم أن العدو كان دائما بيننا ويتحدث بلهجتنا المحببة ، فنسمع له ونطيع ؟! فقتلنا وقتل أطفالنا بالسموم والفساد والسرطان والذل والتعذيب والخيانة والإهمال ، وهو ، وهم ، وأنت ، وأنا ، بل نحن ، وكلنا ، نضحك جميعا ، ونتبسم في بلادة .
سأخبرك بشيء قد تجده طريفا ، أو جنوني ومريض ، أو تجده منتهى العقل والحكمة ، لا أثق في الإعلام بشقيه المحلي والعالمي ، بل لا أثق حتى في بطاقات الهوية ، ولا تتهمني بالبارانويا رجاء ، فهذه قد تجاوزتها منذ زمن ، ولعلك تجدها دعابة ، لكني أثق تماما أنك خير من يعرف طبيعة هذا العالم وطبيعة هذا الزمن ، الذي يشكل الكذب والخداع والدجل ركنا هاما وعمودا أساسيا فيه لا غنى عنه ، وهذا طبيعي ، والخدعة لا غنى عنها في الحروب لأن نبينا قال : الحرب خدعة ، أنت لست من العامة أبدا ولن تكون - ( وهذا لسوء حظك ربما لأنك أحيانا كما أتخيل تتمنى أن تكون جاهلا . . وسعيدا ! ) - ، بينما نحن قطيع العامة : لا نعرف شيئا إلا ما يسمح لنا بمعرفته ، لا نصدق إلا ما قاله كهنة المخابرات من كل مكان الذين يقفون كحراس لبوابات الميديا المقدسة ، ممن يمسكون بعصا السحر الإعلامي ليخيل لنا من سحرهم أنه حقيقة وتاريخ مسطور وصدق مبين وأمر واقع وحق بين منظور ، . . بينما هو هراء ودجل وخداع وتمويه ، ينتظر موسى هذا الزمان .
يا صديقي ، كنت قد سمعت - وأنت طبعا أدرى - عن عميل سوفيتي لأمريكا خان بلاده وكانت مهمته هي بسيطة للغاية : اختيار الأسوأ دائما في أهم المناصب ، وهكذا يتفكك النظام بهدوء ، وكنت قد قرأت مرة عن ضابط المخابرات الإسرائيلي الذي زرعوه في دولة شقيقة ، وكاد أن يصل لمنصب نائب الرئيس لولا أن تم اكتشافه ، ولعلها فرصة هنا أن أسألك ( لكنك لن تجبيني أبدا ) : وكم محاولة أخرى نجحت ؟! وأين ؟! أنت تعرف أن عمليات الزرع تأخذ وقتا وتخطيطا محكما ، وصبرا وأجيال ، لن أعلمك مهنتك بالطبع ! لكني أظن أن السلاح الأقوى هنا في الزرع هو الزمن الذي يطمر الكثير من الأشياء ويخفيها ويغيرها ويبرز غيرها للواجهة ، فتنبت شجرة ، إما زرع رباني وشجرة طيبة أصلها ثابت تؤتي أكلها كل حين ، أو زرع شيطان لشجرة ملعونة تجتث من فوق الأرض بعد زمن ، ولكن بعد أن تكون قد أخرجت ثمارا كرؤوس الشياطين ونال منها نصيبا من نال .
فمثلا ، أنت تعلم وعندك الخبر اليقين هل أصول أحمدي نجاد يهودية أم لا ؟ أنت تعرف أكثر مني بكثير أين ولد باراك أوباما فعلا ، في هاواي أم لا ، وهو شخص مثار جدل ، وهناك من يشك أنه يبطن الإسلام ، فأخبرني لماذا تم اختياره بعد تمهيد هوليوودي عن رئيس أسود ، كما مهدت هوليوود لـ 11 سبتمبر - ( واسمح لي هنا أن أتهمك بأنك المخطط لهذه العملية الصادمة فمدح د . نبيل فاروق وإفراطه في قدراتك في عالم الروايات الخيالي يجعلك الشخص الوحيد في نظري الذي يستطيع التخطيط لهذه العملية بكفاءة رغم مقتل مدنيين فيها وهو ما لا يتناسب مع طبعك " القصصي " المرهف ، وعلى أي حال صدق الله : {وما رميت إذ رميت} ، {يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار} ) - ولا أشك أيضا في نفس السياق وبعيدا عن " حراس البوابات الإعلامية " أنك تعرف الكثير عن سر غموض الخلفية العائلية أيام الطفولة لرئيس إيطاليا الرفيق جورجو نابوليتانو ، الخلفية الغامضة عن الأبوين وفترة الطفولة ، تماما كغموض اسم والده فأنت تعلم أن المقطع الثاني لقب عائد للمدينة وليس اسم الوالد ، حتى أن ويكيبيديا وهي عرافة الشبكة التي يتقمصها الجميع بنجاح قد عجزت عن فك غموض ما سبق لنا . . أنت ربما تعرف الكثير عن هذه الأشياء وغيرها ، مثل من أسقط طائرة جميل البطوطي عام 99 وكيف ولماذا ، لكنك لا تتحدث .
مرة أخرى . . بعيدا عن هوس نظرية المؤامرة ، وبعيدا عن مؤامرة التشكيك في نظرية المؤامرة ، كم محاولة أخرى نجحت ، وأين ؟! ومن يجرؤ على الكلام ؟!
وما العمل يا بطل الأبطال ؟!
هل تعرف ، سأخبرك بشيء . .
أنت الآن لو أنك لم تمت بعد - لو أنك لا تزال على قيد الحيا ة / د ( الحياة والحياد شيء متشابه ومترادف في عالم قسمه بوش وبن لادن بالسكين إلى فسطاطين يتمايزان مع الوقت ، وربما أنت اخترت ) - في السابعة والخمسين ، تقريبا ، أي أنك على مشارف الستين ، وقريبا سترد لأرذل العمر لكي لا تعلم بعد علم شيئا . .
فهل وجدت حياتك التي كنت تتمناها ، أم لو عاد بك الزمن ، لكنت قد اتخذت طريقا آخرا - كما أفكر دوما أنا - ، أغنام وقليل من مال ومأوى بعيد عن عالم ممتليء بالشر والبشر . .
ربما هناك الكثير من الكلام ، عن كيف تنام ليلا دون أن تتوقع أن أحد رفاق الأمس أو اليوم قد يلف حبلا مميتا حول عنقك لتنتهي في الظلام كما عشت في الظلام ، ولكن حتى لا أطيل ، اسمح لي - في الختام - أن أخبرك بشيء آخر ، أني لم أذهل ولم تبهرني شخصيتك منذ قرأت عنك ذات يوم كنا فيه من الأبرياء ، كنت أجد ما يكتب قريب من خزعبلات وأساطير وأحلام يقظة عن أجهزة الأمن " المثالية " لتلميعها ، والآن أظن أنه كان في إطار مشروع ما ، وليس كل ما يلمع من الذهب ، وكنت أجدك شخصا مثاليا أكثر مما يجب وأكثر مما هو واقعي ومطلوب ، ولا أجد في إتقان عشرات اللغات الحية والميتة شيئا يبهرني ، ولا في فنون التنكر والاحتيال وانتحال الشخصيات والتظاهر بالموت مرارا وفنون القتال وخلافه ، لا أجد مجموع ذلك يكون بالضرورة شخصية متفردة ، بل ربما يصنع ذلك مسخا بلا شخصية واضحة أو حياة طبيعية ، روبوت آلي مقاتل ، وهو ما لا أظن ولا آمل أن يكون قد حدث لك .
ربما أنت قائد جيد ، وجندي بطل تظل عملياته " الوطنية " طي الكتمان ، لكنك - للأسف - قد فقدت الحياة الطبيعية منذ طفولتك وحتى الآن ، وبالقطع هذا يؤثر على شخصيتك ، التي قد لا تؤهلك لتكون زعيما تاريخيا .
أنت حتى الآن بطل على الورق ، وبطل من ورق ، رغم كل عملياتك الوطنية وغير الوطنية ضد العدو الخارجي ، وإنما الأعمال بالنيات ، لكن ماذا فعلت كـ " وطني " هنا أيضا لإصلاح وطنك ، لا تغضب مني إذا قلت لك : لا شيء ! بقيت دهرا تسمع وتطيع لكل رأس ورئيس ولم يضرب أحد ظهرك ، ولكنهم أخذوا وطنك ! بذكاء ! الذي تتفاخر أنك دافعت عنه وتدافع عنه ، الذي كان درعا للأمة ، فأصبح كما تراه . . لا أعرف إن كانت مصر تدخرك ، أو أنك تدخر الصبر لها في جيوب الزمن القريب القادم ، كما ادخر لها يوسف قمحا يوم السبع العجاف . .
ولكن هذا قدرك وقدرها في عالم تحكمه وتدير صراعاته العالمية أجهزة المخابرات ويطل من كلا الفسطاطين علينا رؤوس اللعبة لا صناعها ، هذا قدرك وقدرها وأنت من اختار بدايته في كل الأحوال ، أن تلعب دور الرجل الوطواط في هذا الليل الأسود . .
0 komentar:
Posting Komentar